نسلّط الضوء في هذا المقال على نتائج البحث حول وقع الفيديو من أجل التغيير“. يمكن تنزيل التقرير الكامل على هذا الرابط.

 

بدأت شبكة الفيديو من أجل التغييرفي العامين 2012 و 2013 بدراسة فرص تقييم الوقع في مجال الفيديو من أجل التغييروالحاجة إلى هذا التقييم. وتشكّلت شبكة الفيديو من أجل التغييرفي يونيو 2012 في إندونيسيا خلال لقاء تشاركت في تنظيمه ويتنس” (WITNESS)وإنغايج ميديا” (EngageMedia)لتجمعا أبرز المنظمات المعنية بالفيديو من أجل تبادل الدروس والخبرات المتعلقة باستخدام الفيديو للتأثير على التغيير الاجتماعي.

 

تمّت المرحلة الأولى من البحث بشأن الوقع بإدارة عضوين من شبكة الفيديو من أجل التغييروهما مركز الإعلام المدني في معهد ماساتشوستس التقني (MIT)وإنغايج ميديا، اللذين عملا مع د. تانيا نوتلي (Dr. Tanya Notley) لإجراء:

 

  • مراجعة أولية للمنشورات حول الموضوع من أجل تقييم ما سبق أن نُشر بشأن الفيديو من أجل التغييروقياس الوقع؛

  • مقابلات مع ثماني منظمات أعضاء في شبكة الفيديو من أجل التغييروهيئتين ممولتين من أجل فهم خبرات الرصد والتقييم واحتياجات العاملين في هذا المجال بشكل أفضل.

 

وتولى فريق استشاري مؤلف من أعضاء من شبكة الفيديو من أجل التغييرمهمة إرشاد فريق البحث الأساسي.

 

انتهت المرحلة الأولى من مشروع وقع الفيديو من أجل التغييرالآن وقد أصدرنا تقريراً بأبرز نتائج دراستنا الاستطلاعية (التي نلخّصها في ما يلي).

 

تدرس شبكة الفيديو من أجل التغييرحالياً خيارات التمويل المتاحة أمامها لتستند إلى هذا العمل في نشاطاتها المستقبلية عبر إعداد إطار عمل ومجموعة أدوات من شأنها أن تساعد المنظمات والممارسين العاملين في مجال الفيديو من أجل التغييرعلى تصميم الوقع الاجتماعي المرغوب فيه وتقييمه.

 

النتيجة الأولى: تتوفر مقاربات عدّة لإعداد الفيديو من أجل التغييرولكل مقاربة أولوياتها وقيمها الخاصة

 

عبر دراسة مختلف المقاربات المتاحة لإعداد الفيديو من أجل التغيير، رأينا أنّ هذه المقاربات تتضمن في طيّاتها مجموعة واسعة من الدوافع والقيم والممارسات التي غالباً ما تختلف باختلاف الوقت والمكان. أما المقاربات المختلفة المعتمدة لاستخدام الفيديو لإحداث التغيير الاجتماعي، فتتضمن: الفيديو التشاركي والفيديو المجتمعي، والفيديو الوثائقي الاجتماعي والفيلم من أجل التغيير، والمناصرة عبر الفيديو، والاتصالات لأغراض التنمية والاتصالات من أجل التغيير (حيث يتم استخدام الفيديو)، وفيديو صحافة المواطن، وفيديو الشهادات (بما فيه جمع الأدلة)، وفيديوهات الميم (وحدة المعلومات الثقافية) التي يمكن تناقلها أو المركبة المركزة على التغيير، ووسائل إعلام الشباب (حيث يتم استخدام الفيديو). وتجدر الإشارة إلى أنّه على الرغم من أنّنا، في مراجعة المنشورات، وصفنا مقاربات إعداد الفيديو هذه كفريدة، إلاّ أنّنا أدركنا أيضاً من خلال مقابلاتنا مع الممارسين العاملين في هذا المجال أنّها ليست مفاهيم ثابتة ولا هي متنافية. غير أنّ تحديد مختلف المقاربات هذه كان في الوقت عينه ثمرة هامة من ثمار هذا البحث بما أنه سيساعد على توجيه تصميم نماذج ملائمة في ما بعد لإحداث الوقع الاجتماعي وقياسه.

 

النتيجة الثانية: يختلف معنى تقييم الوقعكثيراً من جهة فاعلة إلى أخرى في مجال التغيير الاجتماعي

 

في محاولةٍ لتحليل كيف تقوم كل مقاربة من مقاربات الفيديو من أجل التغييربتحديد أولويات الوقعوتعريفه وقياسه، قلةً ما وجدنا توافقاً على التعريف عينه، ناهيك عن التوافق على المقاربات المستخدمة. فبدا واضحاً جدًا من المقابلات التي أجريناها أنّ منظمات الفيديو من أجل التغييركافة التي قابلناها تبحث عن مقاربة أو إطار عمل وأحياناً أيضاً عن مؤشرات أو تقنيات أو أدوات لمساعدتها على تصميم الوقع المنشود وقياسه. وغالباً ما كان الوقعيشير في هذه الحالة إلى المخرجات (دربنا كذا امرأةً وكذا رجلاً؛ أعددنا كذا فيديو) وإلى تركيبة من المخرجات (تمكن كذا متدرباً من إعداد كذا فيديو؛ كذا شخصاً شاهد الفيديو؛ تلقينا كذا كمية من التغطية الإعلامية الوطنية؛ 1000 شخصٍ نشروا تعليقاتهم عبر الإنترنت) كما وإلى أثار أطول أجلاً (وافقت الحكومة على تغيير السياسة كذا؛ تم إلقاء القبض على مرتكبي كذا؛ حدثت زيادة كبيرة في كذا). وربّما كان التحدي الأكبر الذي واجهه هذا المشروع هو أنّ الفيديو من أجل التغييريتضمن عدداً كبيراً من نماذج ومقاربات التغيير، الأمر الذي عقّد الجهود الرامية إلى إيجاد أرضية مشتركة لإطار عمل تقييم الوقع. وقد أوصى الباحثون بأنّه من الجدير إجراء بحث أكثر تعمقاً في شأن النقاط المشتركة بين مختلف مقاربات إعداد الفيديو من أجل التغيير“. وفي التقرير، بدأ الباحثون هذا البحث المعمق عبر التخطيط بدقة للطرق الرئيسية التي يمكن استخدام الفيديو من خلالها لإحداث تغيير اجتماعي.

 

النتيجة الثالثة: لم تتوفر من قبل نظرية أو نموذج أو إطار عمل لتقييم الوقع بشكلٍ يلائم جيدًا احتياجات هذا المشروع

 

في إطار مراجعة المنشورات حول الموضوع، قمنا بدراسة عشرات النظريات والمنهجيات وأطر العمل والمقاربات الخاصة بالرصد والتقييم وتقييم الوقع. كثيرٌ منها كان معقّداً وساذجاً، في حين كانت أخرى متخصصة للغاية ولا تمتّ بصلة للـ فيديو من أجل التغيير“. غير أنّنا تمكنّا من إيجاد مجموعة من الموارد المدرجة في التقرير والتي يتم استخدامها حالياً لمدّ المرحلة التالية من هذا المشروع بالمعلومات اللازمة.

 

النتيجة الرابعة: ثمّة رغبة في تشارك المعرفة والخبرات في مجال إحداث الوقع من خلال مبادرات الفيديو من أجل التغيير

 

أخبرنا معظم من أجرينا مقابلات معهم من شبكة الفيديو من أجل التغييرأنّهم أرادوا معرفة المزيد عن تجارب غيرهم من الممارسين العاملين في مجال الفيديو من أجل التغييرأو التعلّم منها. ولقد تفاجأنا في حالاتٍ عدّة أنّه حتى بوجود شبكة الفيديو من أجل التغيير، برز افتقارٌ إلى المعرفة بشأن مقاربات/نماذج/مشاريع المنظمات الأخرى المشاركة أو إلى المعرفة المعمقة بشأن الأدلة/مجموعة الأدوات التي أعدتها هذه المنظمات. سيتوجب في المرحلة التالية من هذا المشروع البحث في الأساليب الملائمة لتشارك المعرفة.

 

مع انتهاء المرحلة الأولى من البحث حول الوقع، تبدأ الآن مرحلة ثانية حيث أننا سنستخدم الدروس المكتسبة من المرحلة الأولى ونتائجها لنتوسع في بحثنا خارج نطاق أعضاء شبكة الفيديو من أجل التغيير“.

 

تهدف المرحلة الثانية من البحث إلى:

 

  • تحسين جودة عمل الفيديو من أجل التغييروتعزيز التعاون في هذا المجال عبر تطوير فهمٍ مشترك للطريقة التي يمكن للفيديو من خلالها أن يحدث وقعًا؛

  • رفع قيمة الفيديو من أجل التغييروالترويج له باعتباره ممارسةً تُحدث التغيير؛

  • إعداد منهجيات مشتركة للتقييم ولتقييم الوقع، الأمر الذي من شأنه أن يسفر عن مجموعة أدوات تخوّل معدّي الفيديوهات ومنظمي الحملات من قياس وقع عملهم وفهمه على نحوٍ فعال؛

  • تنمية مجال الفيديو من أجل التغييرعبر تحسين نظم الشكاوى والآراء وتشارك المعرفة عبر فسحة على الإنترنت تسمح للمعنيين بمجال الفيديو من أجل التغييربتبادل الأساليب والاستراتيجيات والدروس المكتسبة.

 

وتتألف المرحلة الثانية من ثلاثة مكونات رئيسية:

 

  1. البحث حول الوقع

  2. بناء الجماعة وتشارك المعرفة عبر موقع v4c.orgالإلكتروني، والفعاليات والمناقشات والعروض على الإنترنت.

  3. مجموعة أدوات من شأنها أن توفر إطار عمل مرن لدعم مبادرات الفيديو من أجل التغييرمن أجل تصميم الوقع المرغوب وقياسه.

 

ندعو الممارسين العاملين في مجال الفيديو من أجل التغييرفي جميع أنحاء العالم لمشاركتنا خبراتهم ومواردهم وللبقاء على اطلاع على بحثنا والمشاركة فيه عبر الاشتراك في آخر مستجدات v4c.org.

 

__________________________

 

*تم تمويل المرحلة الأولى من البحث بفضل معهد الإنماء الإنساني (HIVOS)

 

*يتم تمويل المرحلة الثانية من البحث بفضل مؤسسة أوك” (Oak Foundation)